الخميس، 14 يوليو 2011

اتحاد الكتّاب يؤبن محمد بن حاضر ويقرر نشر أعماله في مجموعتين

اتحاد الكتّاب يؤبن محمد بن حاضر ويقرر نشر أعماله في مجموعتين
آخر تحديث:الخميس ,14/07/2011






الشارقة - حسام ميرو:




 


أقام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول في مقره في الشارقة، أمسية تأبينية للشاعر الراحل محمد خليفة بن حاضر، وحضرها عدد من الكتّاب والشعراء وأصدقاء الراحل، وتحدث فيها كل الزميل الشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد الكتّاب، وبلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والزميل عبداللطيف الزبيدي، وألقى في ختامها الشاعر ابراهيم محمد إبراهيم قصيدتين من نتاج الشاعر الراحل .



استهلت الأمسية بكلمة للشاعرة جميلة الرويحي قالت فيها إن الساحة الأدبية خسرت برحيل بن حاضر وجهاً من الوجوه الإبداعية البارزة في الإمارات، وإن الحزن على فقده يكتسب معاني متعددة، فالراحل لم يكن شاعراً متميزاً فقط، وإنما إنساناً كبيراً أيضاً بما تمتع به من صفات .



بدأ الصايغ كلمته بشكل حميمي عبر فيها عن مشاعر الفقد تجاه الشاعر، معتبراً أن هذا الغياب لن يكون سوى حضور دائم عبر أشعار الراحل الباقية فقال: “بعيداً وهادئا كنبوءة نسمة يغيب محمد بن حاضر، يحمل معه روحه، ثم يحلق جسده في الأعالي وهو يعود، وعندما يرقد الشاعر في قبره بعد تعب العمر، فإن حلمه يستيقظ، وتضيء حروف قصائده أكثر، ويحضر في قلوب محبيه وشعبه كأنه دورتهم الدموية” .



كما أشار الصايغ في كلمته إلى أن الراحل كان واحداً ممن أكدوا قوة القصيدة الكلاسيكية وأهميتها فقال: “في إبداع محمد بن حاضر براهين على مجد القصيدة الكلاسيكية، اللغة الطازجة، جزالة التراكيب والمقاصد، التفاف اللفظ والمعنى حول جذور الدمع والحنين، وحول سؤال يبتكر أسباب وجوده كل يوم، ويؤسس يومياً أيضاً لوجود الشاعر والإنسان . كتابة حادي المواكب والمواهب كتابته، ففي منتجه الإبداعي غنائية المودعين الدائمين وكأنهم في التفاتة دائمة إلى طلل، وبين الحزن الشفيف والفرح الذي لا يقال إلا همساً تنهض قصيدة هذا الشاعر، وتنهض معها خطواتنا إلى اليوم التالي، والولادة الثانية” .



وفي ختام كلمته قال الصايغ: “إن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إذ ينعي الشاعر الكبير محمد بن حاضر فهو ينعي علماً من أعلام العطاء الأدبي والإنساني في البلاد، ومع تذكرنا جانب الكتابة والشعر، وأنه كان رمزاً فيهما، لا ننسى أن الرجل كان رمزاً اقتصادياً بارزاً، وأن أياديه البيضاء لا تخفى على أحد” . وفي خطوة وفاء تجاه الراحل أعلن الصايغ أن الاتحاد سيقوم بنشر أعمال الرحل الشعرية والنثرية في مجموعتي أعمال كاملتين “انطلاقا من واجب الاتحاد تجاه رجل تميز طيلة سنوات عمره بعطاءات الجهد المخلص والمواطنة الصالحة” .



وألقى بلال البدور كلمة أصدقاء الفقيد ذكر فيها أن هذا اللقاء الذي ينظمه اتحاد الكتّاب ربما كان الأول الذي يتناول محمد بن حاضر شخصاً وإبداعاً . ونوه البدور بالدور الذي لعبه الفقيد في الحراك الثقافي في الإمارات، لا سيما أنه كان مشغولاً بالبحث عن دور ثقافي مميز تلعبه دبي يرقى إلى مستوى دورها الاقتصادي والعمراني والخدمي، ومن هنا كانت مساعيه في تأسيس دار الندوة للثقافة والعلوم، التي كان خلال سنوات توليه مهمة نائب رئيس مجلس الإدارة فيها شعلة من النشاط .



وعرج البدور في كلمته على بعض الملامح في شخصية بن حاضر منها شهامته، وصدقه، وعروبيته، وصراحته، وتسامحه . وقال: “كان رجل مواقف، وخاصة تجاه أمته ووطنه، وهو عروبي حتى النخاع، ولا يقبل المزايدة في الشأن الوطني والقومي” .



وعن تجربته الشعرية قال البدور: “هو ينتمي إلى المدرسة التقليدية الكلاسيكية، لا من حيث الشكل فقط، بل المضمون أيضاً، وكانت له حساسية خاصة تجاه الأخطاء التي تتعرض لها بعض القصائد المنشورة” .



وتناول د . عبد اللطيف الزبيدي في كلمته علاقة بن حاضر بالشعر، فوصفه بأنه إنسان مسكون بالشعر، وقال: “الشعر لديه ليس موهبة فقط، ولا مهنة، أو حرفة، بل هو تماهٍ بين شخصه والشعر . هو شاعر الليل والنهار . هو والشعر صديقان روحيان لا يفترقان” .



وأضاف الزبيدي: “بن حاضر يرى أن الشعر رد فعل على أحداث الحياة وحوادثها وحادثاتها . لا يدع مناسبة إلا ويتفاعل معها: في الدعابة والغزل والوطنيات وفي الشؤون العربية وفي أحداث العالم، فكل شيء لديه مدعاة للشعر” .



وأهاب الزبيدي في كلمته باتحاد الكتّاب الذي يعتزم نشر أعمال بن حاضر أن يحرص على التقصي الدقيق عن نتاج بن حاضر، وألا يقتصر على ما نشر في الصحافة، فهذا لا يمثل إلا جزءاً يسيراً مما كتب .



واختتمت الأمسية بقراءة قدمها الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم لنصين شعريين لمحمد بن حاضر، أولهما بعنوان (عودي)، ومطلعه:



عودي، تعيدي ذكرياتي



وتعود نشوى أمسياتي



وتعود أيام الصبا



خضراً ترفّ على الحياة



عودي فإن جوانحي



ملت معانقة السبات



والنص الثاني كان بلا عنوان، ومن أجوائه:



ما للرمال بطاحها خضراء



أتنصلت من لونها الصحراء



أنا لا أرى الكثبان تجتاح المدى



بالجدب، او تجتاحها الرمضاء



فهل استعارت حلة من سندس



فإذا الفيافي جنة فيحاء؟



فريق عمل لجمع نتاج ابن حاضر



شكل اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فريق عمل لجمع نتاج محمد بن حاضر الشعري والنثري، وذلك برئاسة عبد الله محمد السبب عضو مجلس إدارة الاتحاد رئيس لجنة التأليف والنشر، وعضوية كل من إبراهيم الهاشمي وأحمد العسم وإبراهيم محمد إبراهيم وعبد اللطيف الزبيدي .