الأربعاء، 25 مايو 2011

فوزي الجابري: تسجيل المصنّف الفكري ضروري لحمايته








الشارقة - محمد ولد محمد سالم:

يتمتع كل مبدع أو مُنتِج بحقوق تنص عليها قوانين العالم ودساتيره، وتلتزم الدول بحماية تلك الحقوق لمواطنيها والمقيمين في أرضها، وإذا فشلت في ذلك أو توانت فإنها تصبح عرضة للنهب ويضيع الحق والجهد الشخصي وتسود الفوضى .



من هنا تأتي أهمية المحاضرة التي ألقاها، مساء أمس، في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة “فوزي الجابري” الخبير في مجال حقوق حماية الملكية حول “جهود وزارة الاقتصاد في تطبيق قانون حقوق المؤلف” في تعريف الوسط الثقافي بحقوق الملكية الفكرية وتبصير الكتّاب والفنانين بطرق حماية إبداعاتهم وإنتاجهم الفكري، وفي إلقاء الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الاقتصاد في الدولة في سبيل حماية تلك الحقوق، ورد المظالم إلى أصحابها، حيث أنيطت مسؤولية السهر عليها بهذه الوزارة، وقدم د . إبراهيم الوحش للأمسية كلمة ربط فيها قضية الملكية الفكرية بجذرها التراثي العربي، وأشار إلى مواقف الأدباء القدامى ما أسموه السرقات الأدبية .



وحدد الجابري المصنف الفكري في عرف القانون بأنه “كل تأليف مبتكر في مجال الآداب أو الفنون أو العلوم أياً كان نوعه أو طريقة التعبير عنه أو أهميته أو الغرض منه، وأما المؤلف فهو الشخص الذي يبتكر المصنف ويذكر اسمه عليه أو ينسب إليه عند نشره، ومن ينشر من دون اسم أو باسم مستعار شرط ألا يقوم شك في معرفة حقيقة شخصيته .



واستعرض الجابري في محاضرته بعض المفاهيم الخاصة بالملكية الفكرية، مثل (الأصالة والابتكار، الحماية، حقوق المؤلف الأدبية والمالية، التعدي . . .) وسواها .



ثم انتقل إلى الحديث عن مهام إدارة الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد بدءاً من استقبال طلبات تسجيل حقوق وإيداع المصنفات، وصولاً إلى استلام الشكاوى ومتابعة القضايا لدى المحاكم، والتواصل والمشاركة والتنسيق مع المنظمات والهيئات الدولية والعربية المختصة بالملكية الفكرية .



وعدد الجابري بعضاً مما قامت به الإدارة منذ تأسيسها في مجال التوعية والمراقبة وفض المنازعات، كما أشار إلى الاتفاقيات التي أبرمتها وزارة الاقتصاد في هذا المجال، ما جعل دولة الإمارات إحدى أهم الدول المهتمة بالملكية الفكرية على المستويين الإقليمي والدولي .



وقال إنه رغم أن المصنف محمي تلقائياً بموجب القانون، فإن على كل (مؤلف) أن يبادر بتسجيل مصنّفه عند إصداره، منعاً للقرصنة، ليكون لديه سند قانوني قوي عند الاقتضاء، وحتى لا يضيع حقه، وتمنى على كل المهتمين أن يتعاونوا مع الوزارة لحماية حقوقهم، خصوصاً أنها اتخذت إجراءات تسهل طرائق التسجيل .

الثلاثاء، 17 مايو 2011

النص المفتوح والنبطي في نادي الشعر



قدم نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول في مقره تجربتين شعريتين شابتين من الإمارات، حيث استضاف حمد بن غليطه، والزميلة نوف الموسى، وقدمهما إلى الجمهور نصر بدوان الذي أشار إلى أن تجربة غليطه تنتمي إلى الشعر النبطي، بينما تكتب نوف الشعر الفصيح . بدا واضحاً أن قصائد غليطه ترتكز إلى تراث القصيدة النبطية من حيث اعتمادها الأساسي على الوصف، وهو ما نلمسه في قصيدة “سحر مدريدر”:




سحر مدريد وفيينا زهر باريس وعطوره



أسافر دون طيارة واشوف الكون يوميه



ضرب زلزال في جسمي تسونامي مع بحوره



طماني والسبب بنت (ن) لها أوجان ورديه



أجيها والوله يسبق عقارب ساعتي دوره



يا ليت الوقت يوقف بي عن الروحات والجيه



أما نصوص نوف التي نوهت قبل قراءتها إلى أنها نصوص تحاول الاقتراب من مفهوم الشعرية، ولا تدعي أنها شعر .



تقول: “متوقف عن ترديد السيمفونيات/ عاجز عن تأليف نوته جديده/ مكتفي بالتصفيق/ أراقب إضاءة المسرح/ هناك بين الجمهور . . طفل يبكي/ وعاشق يحذف نص المسرحية/ في الصف الأمامي . . رجل يرتدي نظارة سوداء/ النهاية . . يسدل الستار . . / ذهب الجميع . . وقررت أن أستلقي بصحبة كرسي خال” .

السبت، 14 مايو 2011





استضاف نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره في الشارقة، أمس الأول، الشاعر السعودي حسن بن محمد الزهراني، واستهلت الأمسية الشاعرة الإماراتية جميلة الرويحي بكلمة رحبت فيها بالشاعر الضيف، وعرّفت بجوانب من مسيرته الإبداعية، وذكرت أن له ثماني مجموعات شعرية مطبوعة منها (أنت الحب، فيض المشاعر، صدى الأشجان، أوصاب السحاب)، إضافة إلى أربع قيد الطبع . وهو عضو في عدد من النوادي والجمعيات والروابط الأدبية السعودية والعربية، كما أنه حاصل على جوائز عدة، وله مشاركات في أمسيات ومهرجانات داخل المملكة وخارجها .
تميزت القصائد التي قرأها الزهراني برصانتها، والتزامها بتقاليد القصيدة العربية البيتية، مع ميل إلى التنويع في الموضوعات والمضامين .
أما قصيدته التفعيلية “شرّ البليّة” فغلبت عليها النزعة الساخرة تجاه بعض مظاهر الحياة التي تخضع لقوانين غير سوية، بحيث تنقلب الحقائق، وتنهار، ولا يتبقى أمام المرء وسيلة للاحتجاج سوى الضحك . يقول:
“هات البقية أيها الراوي/ فأنشأ: /إن (تحت التبن حيّة)/ هات البقية/ ثم أنشأ مرة أخرى/ وقال بحسرة المكلوم: /في هذا الزمان/ ستنطق الأبقار/ والبيداء تشربها البحار/ ويطفئ الليل النهار/ وتكسر السهم الرمية/ فضحكت ثم ضحكت ثم ضحكت/ من شر البلية” .


وتتواصل النزعة الساخرة في قصيدته “الأديب الغريب” التي يشكو فيها معاناة الإنسان المثقف في زمن لا يقيم وزناً لغير السفاسف من الأمور:


يا لحزن المثقف اليوم أضحى



بين صوت الحجى وسوط الرقابة



كم أديب قد مات فقراً ولما



مات فاضت دموعنا الكذابة



وشرعنا التكريم للقبر جهلاً



ولثمنا بكل غبن ترابه

الثلاثاء، 10 مايو 2011

ملامح من التراث والثقافية الشعبية الإماراتية




الثقافة الشعبية والتراث في الإمارات ميدان ثرّ لبحوث متجددة ومتواصلة تحاول استكشافه والوقوف على جوانبه وتفكيك بنياته ومعرفة ملامحه وآليات تكونه واستمراره .



الكاتب والشاعر سامح كعوش سعى إلى استجلاء جوانب من ذلك التراث، في محاضرة تحت عنوان “جماليات الأنا الشاعرة، ملامح الثقافة الشعبية في الإمارات” وألقاها مساء أمس الأول في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة بمناسبة صدور كتابه الذي يحمل العنوان نفسه “جماليات الأنا الشاعرة، ملامح الثقافة الشعبية في الإمارات”، والكتاب صادر ضمن منشورات الاتحاد، وقدم للمحاضرة د .هيثم يحيى الخواجة فعرف بكعوش بوصفه شاعراً وناقداً وباحثاً في مجال التراث الشعبي الإماراتي، وقد ألف ووضع مجموعة من الكتب منها “سؤال المفردة والدلالة” و”تحولات الرمل، قراءة في جماليات المكان في الرواية الإماراتية، علي أبو الريش نموذجاً”، و”مفتاح الريبة، قراءة في التجربة الشعرية لأحمد العسم” .



تناول كعوش مجموعة من المباحث متعلقة بملامح التراث أولها مبحث “الرمزية لا المديح في الشعر الشعبي”، وحاول فيه أن يبرر ظاهرة المديح في الشعر الشعبي الإماراتي قديماً وحديثاً بوصفها تقوم على رؤية حب للممدوح بوصفه رمزا للوطن والأرض والأمة .



وفي مبحث “المحكيات الشعبية في الشعر الشعبي” رأى كعوش أنها تمثل تراثاً بكراً غنياً بمفردات الوجود وعبارات الوجد ومعاينات الوجدان، مهما بلغت حدة أسطوريته وسعة متخيله .



أما في مبحث “الثقافة الشعبية والتاريخ المحكي” فقد رأى أن الموروث الحكائي الإماراتي جزء أصيل من الموروث الشعبي الخليجي، ما يعطيه اتساعاً أفقياً وعمقاً تاريخياً يجعل الباحث فيه أمام تماثل وتكرار للأثر مرات كما يعطيه إمكانية المقابلة والمقايسة التي يخلص منها إلى متن واحد صحيح للحكاية والحادثة المروية وحتى النص الشعري” . وعن “تدوين التراث المعنوي” رأى كعوش أن البحث في تدوين التراث المعنوي في الإمارات يصير أكثر إلحاحاً كإشكالية لغوية تحتاج إلى الكثير من البحث في طرائق التدوين وأدوات الحفظ كمقدمة لاكتمال الشروط الموضوعية للحفاظ على هذا التراث الغني، وسرد أسماء الباحثين الذين اشتغلوا بتدوين هذا التراث، وأكد أنه لا بد من تنسيق بين المؤسسات العاملة في مجال تدوين التراث وحفظه للخروج بنتائج موثوقة ومفيدة . وفي مبحث آخر تحت عنوان “الثقافة الشعبية واستشراف الآتي” قال كعوش إن “للقراءة في الثقافة الشعبية وجهين: الأول يمثل الماضي، بينما يرتبط الثاني بالمستقبل، والأول ارتجالي، أما الثاني فجمالي متقن الصنعة، والأول موضوع حكاية ورواية وجمع واسترجاع يحتمل الكثير من الخطأ لبعد المسافة الزمنية، بينما يرسخ الثاني في الذاكرة القريبة الحاضرة، بل يتعداها في كثير من الأحيان إلى المستقبل” .



الأربعاء، 4 مايو 2011

حمدة خميس:كم خانني لفظ الهوى


“ربما كان (الشعر) استجابة للصوصيتي السرية على الكتاب الذي كنت أخبئه تحت الفراش حتى يغرق البيت في نوم ساذج عميق لأخرجه من مخبئه السري وأقرأ على ضوء فانوس ضئيل حتى صباح يقظة الجميع .

بتلك الجمل بررت الشاعرة حمدة خميس توجهها إلى الشعر دون غيره من فنون القول. وذلك في أمسية مساء أمس الأول في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في الشارقة. تحدثت فيها عن تجربتها وألقت مجموعة من قصائدها. وقدمتها الشاعرة الهنوف محمد. وقالت حمدة خميس إن عوامل كثيرة منها مكتبة المدرسة وتشجيع مدرستها ومؤازرة خالتها كانت وراء الاستمرار في تلك المطالعة الحرة التي قرأت فيها وهي في الابتدائية أغلب أدب ذلك الزمن الخصب. سواء لدى أدباء تلك العرب في تلك الفترة الخصبة أو ما حصلت عليه من ترجمات لأدباء غربيين. وزودتها تلك القراءة بحرية التفكير الذي سيكون الدافع وراء تمردها و”خروجي الأبدي ورفضي لكل المفاهيم والتقاليد والأعراف المتيبسة التي تستلب الإنسان: الرجل والمرأة وتجعل منهما كائنين خانعين قانعين وتابعين مستعبدين أبداً على حد عبارتها” .

وذكرت خميس أنها بدأت الشعر في السبعينات بعد تخرجها في الجامعة وكان لأدب المهجر وبالأخص الشاعر إيليا أبوماضي تأثير في تجاربها الأولى لكنها لم تضع نفسها رهينة له. بحثت عن لونها الشعري الخاص بها. وكان ديوانها الأول “اعتذار للطفولة” تعبيراً عن ذلك اللون الذي انحازت فيه لذاتها في وقت كان الشعراء ينحازون فيه إلى القضايا الوطنية والإنسانية. وقد أكدت لها الأيام كما تقول سلامة توجهها “كنت مغتبطة بالمزاوجة بين اكتشاف الذات وسبر أغوارها التي تعمل أنساق الثقافة بمختلفها على طمسها. وبين الحلم العام والتوق إلى حرية الوطن والإنسان”. وهكذا واصلت الشاعرة ذلك التوجه “الترانيم” و”مسارات” ثم انتقلت إلى أفق آخر من التأمل مع ديوانها “أضداد” وجاء ديوانها “مس الماء” مبللا بماء الإنسانية في عمقها وغموضها وذاتيتها وتمردها وبهاء عتمتها. وكان ديوانها “تراب الروح” .

وتخلل الحديث عن تجربتها قراءات شعرية لمجموعة متفرقة من قصائدها. وخاصة من ديوانها الجديد “أس إم أس” الذي كتب أصلا كرسائل نصية قصيرة عبر الهاتف المتحرك. ثم جمعته كديوان. ويتميز بكونها ومضات قصيرة ودالة .

واستهلت قراءاتها بقصائد تأملية تساؤلية منها هذا المقطع:

ما العشق؟

كم أن هذا اللفظ

محدود وضيق

كم خانني لفظ الهوى

وتعبت من وله

كموج في النشيج

رب أن البحر

إذ يحتد يدركني

والجرح في اليم الغريق

إن فاضت مرارته

سيشبهني”

وفي قصيدة “ظن” تدرك الشاعرة أن وطأة الفناء أثقل من أن تتحملها حقيقة هشة ليس لها جذر يغذيها. ولا أساس تركن إليه:

“غير أن يقيني

في لحظة الوجد

وفي حرقة الشوق

وفي لهفة الروح

أن اللقاء الذي

صهر الجسدين

إلى نجمتين وماء

لم يكن

غير حلم سخي”