الخميس، 1 مارس 2012

مثقفون يؤبنون أحمد راشد ثاني في اتحاد الكتاب


صوت شعري متميز وكاتب صاحب رؤية مختلفة


مثقفون يؤبنون أحمد راشد ثاني في اتحاد الكتاب
آخر تحديث:الخميس ,01/03/2012


الشارقة - إبراهيم اليوسف:







احتضنت قاعة “أحمد راشد ثاني” في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة التي أطلق عليها الاتحاد هذا الاسم، تخليداً لذكرى الشاعر الذي رحل مؤخراً، مساء أمس الأول، حفلاً تأبينياً بمناسبة رحيله حضره عدد لافت من الكتاب والشعراء والمسرحيين والإعلاميين بالإضافة إلى أسرة الشاعر الراحل .

في بداية الحفل تم عرض فيلم قصير عن محطات مختلفة في حياة الشاعرالراحل، ورحب خالد البدور مقدم الحفل بالحضور، وتحدث عن ذكرياته مع الشاعر الكبير عندما تعرف إليه في العام ،1980 في أمسية شعرية، واصفاً إياه برفيق الكتابة، وأن طموحه كان غير عادي، وكان متعدد المواهب، إلى أن استقر على كتابة الشعر والبحث والمقال .

وقرأ الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم نصاً نثرياً وجدانياً، ومما جاء فيه: قبيلة الشعر في الإمارات نقصت شاعراً، وسيمفونية “البحار الحزين” فقدت عازفاً مهماً، لذا، فالقبيلة ترفع لواءها الأسود، وتحفر مرثيتها على صخرة البوح، أما السمفونية، فبفقدها أحمد راشد ثاني هي عرجاء، وتكاد ألا تطرب، هكذا يبدو المشهد الشعري والثقافي اليوم في الإمارات، وهكذا نبدو نحن أبناء قبيلة الشعر، كما سمانا الشاعرالصديق سالم بو جمهور “في الإمارات مكسوري الخاطر والوزن” كما جاء عنوان إحدى مجموعات صديقنا الشاعر حبيب الصايغ . وأضاف: وكيف له أن يموت من نثر قصائده في صحراء الناس، وتركها لعناية الغيم والعشق والثورة، كيف له أن يموت من ترك هالته تتلو تراتيل قلبه على كل كرسي جلس عليه يوماً، في مقهى من مقاهي العالم، كيف له أن يموت من ترك خلفه كتاباً أو قصيدة أو فكرة تحيي بعده ما شاء الله أن تحيي من الحس والفكر والإنسانية أو تذكر بها؟

وألقى الزميل مرعي الحليان كلمة تطرق فيها إلى ثلاث محطات في حياة الشاعر إحداها شخصي، والثانية إماراتي يتعلق بحمل وجع الأرض كما قال، والثالثة تتعلق بمنجزه الشخصي، وبين أن المسرحيين يكنون لثاني الاحترام، إذ إنه أسس معهم انطلاقة المسرح، لاسيما في “خورفكان”، حيث له بصماته على مسرح هذا المكان، وتحدث عن مسرحيته “قفص مدغشقر” واصفاً إياها باستثنائية التكنيك .
وقرأ جمال مطر مقاطع من قصائد الشاعر، بصوته، وبطريقة مائزة، شدت الحضور إليها، والقى د . صالح هويدي كلمة شفاهية، بين خلالها أن الحديث عن “أحمد” هو الحديث عن المبدع الحقيقي، والمثقف الحقيقي، مركزاً على مصطلح المثقف الذي يجب ألا يطلق جزافاً، إلا على من هم في مستوى قامة أحمد، ورأى أنه لم يكن مبدعاً يكتب، فحسب، بل مبدعاً يعي رسالته، مدركاً لحدودها، لأنه مثقف عرف الشرط التاريخي الذي يحيط به، ومن هنا فقد كان يذهب إلى كل فن ويعده قضيته الأولى، ورأى أن شعره سيظل صوتاً متفرداً له رائحة خاصة، وأضاف: لاشك في أن أحمد كان ممن أسسوا للحداثة الشعرية مع قلائل من أمثاله، وأخذ على عاتقه قضية الحداثة، وقصيدة النثر، ليفرح بانتصاراتها .

وتحدث عمرأبو سالم كيف التقاه قبل ثلاثين عاماً، في أمسية شعرية في خورفكان، شاركت معهما فيها حمدة خميس، وراح يصف المكان، والبحارة، وجمهورالأمسية المتميزة .

وقرأت حمدة خميس قصيدة بعنوان “ألق الحضور وفداحة الغياب” ومما جاء فيها:



مررت بك



أو مررت بنا



شهاباً عابراً



وأضأتنا



كنا التقينا



عند مفترق الصعب



وعند منعطف النهر



توق أرواحنا



لم تكن نسمة



رقة



زهرة



طائراً



أو مطر



كنت العناصر



في أوج فتنتها . .

وتحدث سالم بوجمهور قائلاً: لا أحب الكتابة في هذه المناسبات، إلا أنني الآن فرح، إلى جانب حزني الشديد، ومن دواعي الفرح أن الشاعر ثاني من هؤلاء الذين ظلوا محافظين على الإمساك بالجمر، إلى آخر لحظة في حيواتهم .

وقال د . إبراهيم الوحش في شهادة له إنه التقاه أكثر من مرة، وكان صوت الموال والحكاية يظهران في قصيدته، لقد عرفته عن قرب مع من عايشتهم وعايشوه من أمثال الهنوف محمد وعادل خزام ويوسف أبو لوز وآخرين
وقدم زكريا أحمد شهادة لافتة، حول إبداعات وكتابات ثاني، من خلال مقاله الأخير الذي نشره قبل رحيله، الذي تناول فيه “صورة شخصية” لسارتر، إلى جانب تناوله لسنمار وقصائد ريتسوس، وغيرذلك مما يبدو على أنه خليط من التناقضات، برع ثاني عادة في تقديم رؤيته من خلالها .



ليست هناك تعليقات: