قصائد الوجع الفلسطيني في اتحاد الكتاب
آخر تحديث:الثلاثاء ,10/04/2012
الشارقة - محمد ولد محمد سالم:
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية للشاعرين عمر أبوسالم “الأردن” وطلعت شعيبات “فلسطين” وقدم للأمسية الدكتور أكرم قنبس الذي عرض لحياة الشاعرين، فذكر أن طلعت شعيبات من مواليد بيت لحم عام ،1978 مهندس مدني له ديوان بعنوان “أحبكِ مجنوناً”، وآخر بعنوان “لا شيء يشبهك”، حاصل على جائزة ناجي نعمان الأدبية .
قرأ شعيبات مجموعة من نصوصه ركز فيها على الوجع الفلسطيني المرهق بتبعاته داخل الأرض المحتلة، حيث الجمال الذي يأبى أن تشوهه قنابل الفوسفور “الإسرائيلية”، وخارجها، حيث الشتات والبعد، ومن الناحية الفنية يجنح شعيبات إلى سردية تجمع شتات الأشياء وتبثها عبر لغة قصيرة الجمل، كما يستعيض عن إيقاع الوزن العروضي بتكرار الجمل والكلمات لإبداع ترديدة موسيقية، يقول في قصيدة “لا شيء يدفعني للكتابة”:
أعدُ الليالي، نسيتُ أعدُ السويعات، يرتجُ وهجُ القصيدةِ، تخبرني طفلتي أنْ تأخرَّ موعدُ عودتِنا، لا يهمُ ابنتي الآنَ ما يكتب الشاعرُ الذي تبرق عيناهُ نحوَّ سهولٍ لها لونُه .
لا يهمُ، وعدتُ إلى الشعرِ يا أصدقائي كطفلٍ يفتشُ عن أمِهِ في الركامْ، وعُدتُ إلى الشعرِ أو عادني بعضُ ما كنتُهُ وطنٌ يحتويني وأنا أحتوي وطنًا من شآمْ .
أي هذا الشآمُ البعيدُ (يا بيتَ لحمَ)، أيا امرأةً تمسكُ القلبَ بين يديها عليكِ السلام .
وابتعدنا كعصفورةٍ تائهة/ حملتنا البحارُ/ أرهقتنا المطاراتُ/ تهنا، ابتعدنا/ أنصتوا، أنصتوا ها أنا أستعيدُ الوشاحَ القديمَ/ أمشطُ شَعرَ فلسطينَ، لا مستحيلُ/ البلادُ نساءُ/ البلادُ، البلادُ، البلادُ نساءُ .
الشاعر عمر أبوسالم حاصل على شهادة في الحقوق، عمل في حقل الإعلام على مدى أربعة عقود في دبي، له دواوين منها “أسفار الرحلة” و”وردة للوطن” و”طائر الوطن” و”سيدة الظلال”، ركز أبوسالم في قراءته في الأمسية على شعر الغزل فقدم لوحات رومانسية تستند إلى التقاط تقلبات العلاقة بين الحبيبين من خلال مقطوعات قصيرة تقوم على الوزن الخليلي، وتسري فيها روح الشاعر المفعمة بالحب يقول في قصيدة “سؤال”:
أزيلي الهم عن قلب المذابي
وصبي فوق فمي عذب الشراب
فما امرأة سواك تقر عيني
بها عند الحضور وفي الغياب
عشقتك طفلة وحسبت أني
سقيت الشهد من ذاك الرضاب
وخلت بأنني صعب قيادي
وأن هواك أضيق من عبابي
فوا حزني على العشاق لما
أضاعوا العمر في وهم السراب
في الشق الثاني من قراءته الشعرية ركز أبوسالم على قصائد من شعر التفعيلة عبر فيها عن مآلات حبه القديم، متأملاً في تاريخه المثقل بهشيم السنين التي مرت كأنها حلم، ولم يبق منها سوى وميض يلوح من بعيد:
لم يعد لي سوى قمر من صباي يلوّح لي،
فوق أسيجة لا أراها . . وما فات،
من ذهب اللحظات . . وظل الكلام . . ومبهم،
ظني استحال إلى صورة من قديم الزمان
من يدثر ليلي بدفء من نهاراته،
ويذيب الصقيع الذي يتراكم حولي،
يسد علي المكان .
آخر تحديث:الثلاثاء ,10/04/2012
الشارقة - محمد ولد محمد سالم:
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية للشاعرين عمر أبوسالم “الأردن” وطلعت شعيبات “فلسطين” وقدم للأمسية الدكتور أكرم قنبس الذي عرض لحياة الشاعرين، فذكر أن طلعت شعيبات من مواليد بيت لحم عام ،1978 مهندس مدني له ديوان بعنوان “أحبكِ مجنوناً”، وآخر بعنوان “لا شيء يشبهك”، حاصل على جائزة ناجي نعمان الأدبية .
قرأ شعيبات مجموعة من نصوصه ركز فيها على الوجع الفلسطيني المرهق بتبعاته داخل الأرض المحتلة، حيث الجمال الذي يأبى أن تشوهه قنابل الفوسفور “الإسرائيلية”، وخارجها، حيث الشتات والبعد، ومن الناحية الفنية يجنح شعيبات إلى سردية تجمع شتات الأشياء وتبثها عبر لغة قصيرة الجمل، كما يستعيض عن إيقاع الوزن العروضي بتكرار الجمل والكلمات لإبداع ترديدة موسيقية، يقول في قصيدة “لا شيء يدفعني للكتابة”:
أعدُ الليالي، نسيتُ أعدُ السويعات، يرتجُ وهجُ القصيدةِ، تخبرني طفلتي أنْ تأخرَّ موعدُ عودتِنا، لا يهمُ ابنتي الآنَ ما يكتب الشاعرُ الذي تبرق عيناهُ نحوَّ سهولٍ لها لونُه .
لا يهمُ، وعدتُ إلى الشعرِ يا أصدقائي كطفلٍ يفتشُ عن أمِهِ في الركامْ، وعُدتُ إلى الشعرِ أو عادني بعضُ ما كنتُهُ وطنٌ يحتويني وأنا أحتوي وطنًا من شآمْ .
أي هذا الشآمُ البعيدُ (يا بيتَ لحمَ)، أيا امرأةً تمسكُ القلبَ بين يديها عليكِ السلام .
وابتعدنا كعصفورةٍ تائهة/ حملتنا البحارُ/ أرهقتنا المطاراتُ/ تهنا، ابتعدنا/ أنصتوا، أنصتوا ها أنا أستعيدُ الوشاحَ القديمَ/ أمشطُ شَعرَ فلسطينَ، لا مستحيلُ/ البلادُ نساءُ/ البلادُ، البلادُ، البلادُ نساءُ .
الشاعر عمر أبوسالم حاصل على شهادة في الحقوق، عمل في حقل الإعلام على مدى أربعة عقود في دبي، له دواوين منها “أسفار الرحلة” و”وردة للوطن” و”طائر الوطن” و”سيدة الظلال”، ركز أبوسالم في قراءته في الأمسية على شعر الغزل فقدم لوحات رومانسية تستند إلى التقاط تقلبات العلاقة بين الحبيبين من خلال مقطوعات قصيرة تقوم على الوزن الخليلي، وتسري فيها روح الشاعر المفعمة بالحب يقول في قصيدة “سؤال”:
أزيلي الهم عن قلب المذابي
وصبي فوق فمي عذب الشراب
فما امرأة سواك تقر عيني
بها عند الحضور وفي الغياب
عشقتك طفلة وحسبت أني
سقيت الشهد من ذاك الرضاب
وخلت بأنني صعب قيادي
وأن هواك أضيق من عبابي
فوا حزني على العشاق لما
أضاعوا العمر في وهم السراب
في الشق الثاني من قراءته الشعرية ركز أبوسالم على قصائد من شعر التفعيلة عبر فيها عن مآلات حبه القديم، متأملاً في تاريخه المثقل بهشيم السنين التي مرت كأنها حلم، ولم يبق منها سوى وميض يلوح من بعيد:
لم يعد لي سوى قمر من صباي يلوّح لي،
فوق أسيجة لا أراها . . وما فات،
من ذهب اللحظات . . وظل الكلام . . ومبهم،
ظني استحال إلى صورة من قديم الزمان
من يدثر ليلي بدفء من نهاراته،
ويذيب الصقيع الذي يتراكم حولي،
يسد علي المكان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق