الخميس، 14 أبريل 2011

الفيفي: النثريلة شكل يقع بين قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة

من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في 13 أبريل، 2011‏، الساعة 11:07 صباحاً‏‏
 باحث سعودي يتحدث في اتحاد الكتاب الإماراتي عن شكل شعري جديد يسميه (النثريلة)
الفيفي: النثريلة شكل يقع بين قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة


ـ إسلام أبو شكير



في الأمسية النقدية التي احتضنها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره في الشارقة الثلاثاء 12/4/2010، وأدارها المترجم الإماراتي د. شهاب غانم، قدم الباحث السعودي د. عبد الله الفيفي ورقة نقدية حملت عنواناً لافتاً هو (قصيدة النثريلة: قراءة في البنية الإيقاعية لنماذج من شعر "النثر ـ تفعيلة"). واتضح من مجريات الأمسية، ومن العرض الذي قدمه الضيف أن (النثريلة) مصطلح يقترحه للتعبير عن شكل جديد، كما يقول، تلفت إليه نصوص من قصيدة النثر، يتمثل في أبنية إيقاعية لكنها غير منضبطة على التفعيلة، ولا تخلو أيضاً من الاحتفاء بالتقفية، ومن ثم فهي لون جديد يقع بين بين، أي بين قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة.






ورغم أنه كان من المفترض أن يقدم الباحث شرحاً دقيقاً ووافياً لمقومات هذا الشكل، وعناصره، وجمالياته، وتاريخه، فقد استغرق في البحث في قضايا تتعلق بقصيدة النثر، معيداً القول فيما أصبح معروفاً ومتداولاً حول نشأة هذه القصيدة ومشروعيتها ورموزها. ومما ذكره في هذا السياق أنه لا جديد بالفعل في التجارب العربية في مجال قصيدة النثر، ففي التراث نماذج لهذه القصيدة كما في الأقاويل الشعرية التي تحدث عنها بعض النقاد القدامى، وكما في الإشراقات الصوفية، والمواقف والمخاطبات وسواها. وقال إن نازك الملائكة اقترحت هذا المصطلح تقليلاً من شأن هذا الجنس الأدبي الذي يدل عليه. ورأى أن المشكلة هي في خلط الأجناس الأدبية وتسمية الأشياء بغير أسمائها، ورغبة البعض في الانضواء تحت راية الشعر بأي طريقة، مؤكدأ أن هذا الموقف جاء نتيجة وهمٍ يرى أفضليةً للشعر على النثر. ووجه إلى كتاب قصيدة النثر مجموعة اتهامات منها أن تأسيسهم اللغوي ضعيف، وأن معرفتهم بالتراث محدودة، وأنهم يريدون التجديد من الصفر.



وخلص الباحث بعد هذه المقدمات الطويلة إلى صلب الموضوع وهو ما أسماه (النثريلة)، وذكر أن اهتمامه بهذا الشكل الجديد بدأ من قراءات له لنتاج إحدى الكاتبات السعوديات الناشئات، وكانت تعتقد أنها تكتب قصيدة النثر، لكن الباحث وجد لها مقاطع موزونة، وانتهى إلى أن منجزها أهم من قصيدة النثر.
ثم التفت الباحث ثانية إلى كتاب قصيدة النثر، وذكر أن الكثيرين منهم يعودون إلى كتاباتهم، ليخلصوها من أي آثار للوزن، فهم يتقصدون الابتعاد عن الإيقاع، ووصف ذلك بأنه يدل على انعدام الصدق مع الذات، وإصرار غير مبرر على الشكل ولو على حساب الفكرة أو المضمون..
وانتهت الأمسية بمداخلات أدلى بها بعض الحاضرين، وبشهادة تقدير سلمتها للباحث الضيف الشاعرة جميلة الرويحي المسؤول الثقافي في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات باسم الاتحاد.
يشار إلى أن الفيفي أستاذ جامعي، وعضو في مجلس الشورى السعودي، وله مؤلفات في حقول أدبية وثقافية متنوعة، ففي النقد الأدبي صدرت له عدة كتب وأبحاث منها (حداثة النص الشعري في المملكة العربية السعودية ـ قراءة نقدية في تحولات المشهد الإبداعي)، و(مفاتيح القصيدة الجاهلية ـ نحو رؤية نقدية جديدة عبر المكتشفات الحديثة في الآثار ‏والميثولوجيا)، كما أن له مساهمات في حقل الإبداع الشعري، حيث صدرت له مجموعتان هما (إذا ما الليل أغرقني) عن دار الشريف في الرياض 1990، و(فيفاء) عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق 2005. أما الورقة التي عرض لها في الأمسية فجزء من كتاب جديد له قيد الإصدار بعنوان (مآزق الشعرية بين قصيدة النثر والقصة القصيرة جداً).


ليست هناك تعليقات: