الخميس، 7 أبريل 2011

حفل توقيع وأمسية شعرية لحبيب الصايغ في اتحاد الكتاب

تنوع في القراءات، وتعدد في زوايا الرؤية وإمكانات التأويل
حفل توقيع وأمسية شعرية لحبيب الصايغ في اتحاد الكتاب


ـ إسلام أبو شكير






في الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره في الشارقة، وأدارها الشاعر الإماراتي أحمد العسم الأربعاء 6/4/2011 وقّع الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ كتابه الشعري الجديد (رسم بياني لأسراب الزرافات) الصادر هذا العام عن دار الانتشار العربي في بيروت، وضم الكتاب قصائد اختارها الصايغ من مجموعات قديمة له، متكئاً في ذلك على معيار وحيد كما ذكر هو حبه لهذه القصائد.
وسبقت حفل التوقيع قراءات قدمها الصايغ لبعض قصائد الكتاب، وكانت أشبه بمختارات المختارات. ورغم أن ما قرئ لا يصح أن يعد تلخيصاً لتجربة الصايغ الطويلة في عالم الشعر، فإنه فتح الباب أمام المتلقي للتعرف عن قرب إلى بعض ملامح هذه التجربة، لا سيما أن الصايغ حرص على أن ينوع في القراءات، وأن تكون كل قصيدة تمثيلاً لاتجاه أو مناخ أو أسلوب أو لغة شعرية مما ميز تجربته في مختلف مراحلها.
وقد لمس الحضور أن الصايغ لم يكن أسير موقف حاد مسبق تجاه أي شكل شعري، فقصيدة الصايغ منفتحة على الأشكال كلها، مما يشير إلى أنه مسكون بهاجس الإبداع أولاً وآخراً، وبغض النظر عن طريقة تشكل هذا الهاجس.

فمن قصيدة التفعيلة، إلى قصيدة النثر، إلى قصيدة العمود. ومن القصيدة القصيرة الوامضة، إلى القصيدة الطويلة المركبة. ومن القصيدة التي فجرها إحساس خاص بالشاعر، إلى القصيدة التي تجاوزت الخاص إلى العام، والذاتي إلى الكوني، والانفعالي إلى الفلسفي.. هكذا كانت الرحلة لاقتناص اللحظة الشعرية المتوهجة كما تجلت في أمسية الصايغ.
لكن هذا التنوع في الأشكال والمناخات ظل محكوماً بملامح راسخة لم تغب عن أي من نصوص الشاعر، فوحدت بينها، وأضفت عليها طابعاً من الخصوصية والتفرد. فقصيدة الصايغ أيا كان شكلها هي القصيدة التي تتجاوز نفسها، بما تطرحه من أسئلة، وما تثيره من إشكالات، سواء أكان ذلك على مستوى اللغة، أم المضمون، أم الرؤية، أم الموقف.. يضاف إلى ذلك أنها قصيدة شغوفة بالإيقاع، الخارجي منه الذي يولده العروض وتفعيلاته، والداخلي القائم على الجناسات والتوليفات الصوتية الدالة.
وإلى جانب ذلك كله فقصيدة الصايغ من النوع متعدد الطبقات، الذي يمكن إعادة تأويله مرات ومرات، فقصيدة (نفق) على سبيل المثال يمكن فهمها في قراءة ما على أنها صرخة احتجاج ضد كل أشكال الزحام والضجيج والفوضى والضياع التي يعاني منها إنسان هذا العصر، لكن قراءة من مستوى آخر يمكن أن ترى فيها صرخة ألم تجاه ما يهدد المجتمع المحلي في الإمارات من خطر فقدان الهوية، كما يمكن لقراءة ثالثة أن ترى فيها سؤالاً وجودياً كبيراً له صلة بمعضلة الاغتراب، وحاجة الإنسان إلى الانتماء.. يقول الصايغ:
عشرات تدخل في هذا الجانب
ومئات تخرج من هذا الجانب
عرب وأجانب
هل يخرج من يدخل،
أم يتداعى بعض الناسْ
في تجربةٍ
أو أغنيةٍ
أو إحساسْ؟
أو معركةٍ؟!
هل نحصي الداخل في هذا الجانب؟
والخارج من هذا الجانب؟
ونعد المفقودين؟



والحال نفسه يصح على النصوص الأخرى التي قرأها الصايغ ومنها: (العائلة، الاسم الموصول، أنا والبحر، البطريق، قصيدة حب، رسم بياني لأسراب الزرافات، أقل من 51%، الظلام، الجواهري، ميارى)، حيث تنفتح آفاق القراءة والتأويل، ويتحول النص إلى بؤرة معان ودلالات..
يشار إلى أن الصايغ يعدّ لإصدار ثلاث مجموعات جديدة الأولى بعنوان (ثلاثة أرباع الغيم)، والثانية بعنوان (قصائد مهملة)، إضافة إلى (الأعمال الكاملة) التي ستجمع الإصدارات السابقة ومعها قصائد أخرى لم تنشر من قبل.

ليست هناك تعليقات: