الثقافة الشعبية والتراث في الإمارات ميدان ثرّ لبحوث متجددة ومتواصلة تحاول استكشافه والوقوف على جوانبه وتفكيك بنياته ومعرفة ملامحه وآليات تكونه واستمراره .
الكاتب والشاعر سامح كعوش سعى إلى استجلاء جوانب من ذلك التراث، في محاضرة تحت عنوان “جماليات الأنا الشاعرة، ملامح الثقافة الشعبية في الإمارات” وألقاها مساء أمس الأول في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة بمناسبة صدور كتابه الذي يحمل العنوان نفسه “جماليات الأنا الشاعرة، ملامح الثقافة الشعبية في الإمارات”، والكتاب صادر ضمن منشورات الاتحاد، وقدم للمحاضرة د .هيثم يحيى الخواجة فعرف بكعوش بوصفه شاعراً وناقداً وباحثاً في مجال التراث الشعبي الإماراتي، وقد ألف ووضع مجموعة من الكتب منها “سؤال المفردة والدلالة” و”تحولات الرمل، قراءة في جماليات المكان في الرواية الإماراتية، علي أبو الريش نموذجاً”، و”مفتاح الريبة، قراءة في التجربة الشعرية لأحمد العسم” .
تناول كعوش مجموعة من المباحث متعلقة بملامح التراث أولها مبحث “الرمزية لا المديح في الشعر الشعبي”، وحاول فيه أن يبرر ظاهرة المديح في الشعر الشعبي الإماراتي قديماً وحديثاً بوصفها تقوم على رؤية حب للممدوح بوصفه رمزا للوطن والأرض والأمة .
وفي مبحث “المحكيات الشعبية في الشعر الشعبي” رأى كعوش أنها تمثل تراثاً بكراً غنياً بمفردات الوجود وعبارات الوجد ومعاينات الوجدان، مهما بلغت حدة أسطوريته وسعة متخيله .
أما في مبحث “الثقافة الشعبية والتاريخ المحكي” فقد رأى أن الموروث الحكائي الإماراتي جزء أصيل من الموروث الشعبي الخليجي، ما يعطيه اتساعاً أفقياً وعمقاً تاريخياً يجعل الباحث فيه أمام تماثل وتكرار للأثر مرات كما يعطيه إمكانية المقابلة والمقايسة التي يخلص منها إلى متن واحد صحيح للحكاية والحادثة المروية وحتى النص الشعري” . وعن “تدوين التراث المعنوي” رأى كعوش أن البحث في تدوين التراث المعنوي في الإمارات يصير أكثر إلحاحاً كإشكالية لغوية تحتاج إلى الكثير من البحث في طرائق التدوين وأدوات الحفظ كمقدمة لاكتمال الشروط الموضوعية للحفاظ على هذا التراث الغني، وسرد أسماء الباحثين الذين اشتغلوا بتدوين هذا التراث، وأكد أنه لا بد من تنسيق بين المؤسسات العاملة في مجال تدوين التراث وحفظه للخروج بنتائج موثوقة ومفيدة . وفي مبحث آخر تحت عنوان “الثقافة الشعبية واستشراف الآتي” قال كعوش إن “للقراءة في الثقافة الشعبية وجهين: الأول يمثل الماضي، بينما يرتبط الثاني بالمستقبل، والأول ارتجالي، أما الثاني فجمالي متقن الصنعة، والأول موضوع حكاية ورواية وجمع واسترجاع يحتمل الكثير من الخطأ لبعد المسافة الزمنية، بينما يرسخ الثاني في الذاكرة القريبة الحاضرة، بل يتعداها في كثير من الأحيان إلى المستقبل” .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق