درست إبداعه المسرحي وتوجهه العروبي ورؤيته للإعلام
أبحاث ندوة اتحاد الكتّاب تحلل الرؤية الثقافية الشاملة لسلطان
آخر تحديث:الخميس ,19/01/2012
عقدت مساء أمس الأول الجلسة الثانية من ندوة “فكر وإبداع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة” التي ينظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في فندق راديسون بلو الشارقة .
وخصصت الجلسة لمناقشة المحور الثاني وعنوانه “ملامح الفكر المكون لثقافة سلطان القاسمي” وترأستها الشاعرة والأديبة صالحة غابش حيث قالت في بداية تقديمها: إننا اليوم أمام شخصية استثنائية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، مشيرة إلى الكلمة التي وجهها صاحب السمو حاكم الشارقة عبر اذاعة الشارقة امس وتحدث فيها سموه عن الرياضة والرياضيين وكل ما يتصل بذلك .
وأوضحت أن كلمة صاحب السمو حاكم الشارقة ليست فقط للرياضيين والمشتغلين بها حيث إنها شعرت بأن الحديث موجه إليها بل انه تعبير كبير عن الفكر التربوي الثقافي الذي أسسه سموه ويحث عليه .
وناقشت الجلسة أربع ورقات عمل بدأت بعرض الدكتور حسن قايد الصبيحي استاذ الاعلام في جامعة الامارات الذي قدم ورقة بعنوان “سلطان القاسمي الوحدوي . . الفكر والممارسة” تناول فيها ملاح تكون الفكر الوحدوي عند صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وقال إن هذا الفكر لم يكن وليد اللحظة وانما كان متأصلا في شخصيته منذ ولادته التي كانت في شهر يوليو شهر الثورات والفكر القومي وما يحمل من دلالات كبيرة لدى العرب ومقارعتهم للاستعمار .
وأضاف الدكتور قايد ان صاحب السمو حاكم الشارقة أسهم منذ البدايات في دعم الفكر العروبي الوحدوي من خلال نشاطاته وعملياته وطريقة تفكيره كما أشار سموه في كتاب “سرد الذات” حين وقف إلى جانب القضايا العربية وهو في عمر لا يتجاوز الخامسة عشرة .
وعرج الصبيحي على الفترة التي أقام فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي في القاهرة، مشيراً إلى انها كانت مفعمة بمواقفه الإيجابية تجاه العرب وقضاياهم المصيرية وكان مجلسه اليومي في القاهرة بمثابة ملتقى للطلاب العرب والمصريين للحوار الفكري وتبادل الآراء القومية والوحدوية .
وتحدث الصبيحي في ورقته عن عدة احداث عربية كان لصاحب السمو حاكم الشارقة دور بارز في دعمها ثم انتقل للحديث عن الفكر الانساني عند صاحب السمو حاكم الشارقة متحدثا عن تجارب وقضايا عايشها بحكم تواجده في القاهرة في الفترة نفسها التي كان فيها سموه يدرس هناك .
وتطرق إلى ما يتمتع به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي من حس إنساني حيث كان بمثابة الاخ والصديق والناصح للجميع مدللا على ذلك بعدد من القضايا التي وقف سموه فيها إلى جانبه وجانب آخرين في القاهرة .
وقال الدكتور قايد ان الفكر الوحدوي لدى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي ظاهر للعيان من خلال سلوكه ومواقفه وهو متأصل عنده منذ نعومة اظفاره وظهر بشكل بارز كما اشار في كتابه “سرد الذات” في المراحل الاولى وخلال سنوات العدوان الثلاثي ضد مصر حيث وجه الدعم الكامل للعرب والعروبة، مؤكداً ان سموه صاحب فكر قومي وحدوي ساهم في بناء الامارات ودعم القضايا العربية ومناصرتها .
وقدم محمد ذياب موسى المستشار في الديوان الأميري ورقة عمل بعنوان “سلطان والإعلام” تناول فيها رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة للاعلام ورسالته، وقال إن الاعلام في الشارقة صنع وتقدم على يد سموه وهو نابع من رؤيته للرسالة الاعلامية والثقافية . .مشيرا إلى ان سموه اكد ضرورة ان يكون للاعلام سياسة تربوية عامة تدعم العقيدة الاسلامية وتنمي البعد العربي والاسلامي وتعزز الحوار والتسامح مع الآخر .
وأشار إلى ان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي أصر عندما بدأت حكومة الشارقة تفكر في إنشاء قناة تلفزيونية على ان يكون للثقافة والتربية اساس فيها وكان سموه يضع بنفسه هذه السياسات، مؤكدا الالتزام الثقافي والفكري العربي والاسلامي وان يكون للإسلام رسالة وشخصية مميزة بعيدا عن الغث .
وقال محمد ذياب موسى ان صاحب السمو حاكم الشارقة اشرف بنفسه ليس على السياسات فقط، ولكنه شارك ايضا في وضع الخطط البرامجية بل وشارك في الاعداد والاخراج والديكور أحيانا، واضاف ان سموه كان ولا يزال يتابع بنفسه يوميا ما يبث ويبدي ملاحظاته سلبا او ايجابا على ذلك .
واضاف انه من اجل تحقيق هذه الاهداف فقد امر سموه ببناء مبنى خاص بقناة الشارقة كان وقتها الاول من نوعه كمبنى متخصص بقناة تلفزيونية كما أولى سموه الكادر الذي يعمل بالقناة من محررين ومذيعين ومخرجين ومصورين اهتماما خاصا من حيث الثقافة والملبس والسلوك، كما شدد على ضرورة ايلاء العنصر المواطن وجذبه وتأهيله حيث نظمت قناة الشارقة عدة دورات لشبان وشابات مواطنين وارسلتهم إلى عدة بلدان لينهلوا من العلم ويعودوا لاداء الواجب في وطنهم .
كما أشار إلى ان صاحب السمو حاكم الشارقة وجه بضرورة ان تراعي القناة بشكل حازم القيم والاخلاق العربية والاسلامية ورفض اغراءات الاعلانات وغيرها، كما امر سموه بمراقبة المواد التلفزيونية المستوردة رقابة موضوعية تفصيلية سواء من ناحية المستوى الفكري او الشكل الفني او الاخراج وكانت المرتكزات الرئيسية للسياسة الاعلامية التي ارادها سموه هي العقيدة الاسلامية والانتماء العربي والقومي وحاجة المجتمع المحلي والانفتاح على العالم أخذا وعطاء بما لا يتعارض عما سبق وامر سموه بالإكثار من البرامج المحلية التي تلبي حاجة المجتمع من جميع النواحي الخاصة بالطفل والكهل والذكر والانثى والعامل والموظف والجميع .
وقدم الدكتور احمد الزعبي رئيس قسم اللغة العربية في جامعة الامارات ورقة عمل ثالثة بعنوان “تناصات التراث في مسرح سلطان القاسمي” قال فيها ان مسرحة التاريخ اسلوب شائع معروف منذ أيام الاغريق مرورا بشكسبير وعمالقة المسرح الفرنسي وصولا إلى رواد المسرح العربي حيث ان المسرحية التاريخية تخضع للحقائق وتقدم مادتها في اطار رؤية تفسيرية للتاريخ .
وأكد ان مسرحية “القضية” لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي تندرج في اطار هذا الاسلوب الذي يقدم التاريخ ويعيد تفسيره بشكل درامي في تشخيص مؤثر يحمل في ثناياه قضية معاصرة من خلال اقنعة التاريخ التي يرتديها ويظهر بها .
وأوضح اننا نجد ان سموه حين يختار الاندلس قناعا تاريخيا لمسرحيته فانه بذلك يلمس جرحا نازفا في جسد الامة منذ مئات السنين كما يطرح قضية مهمة وخطيرة عايشها عن قرب وعمق وهي قضية غيرت وجه الحضارة الانسانية عامة والعربية الاسلامية خاصة اذ لولا سقوط الاندلس لكان العالم المعاصر غير هذا الذي نراه الآن .
واستعرض الدكتور الزعبي المسرحية . .مشيرا إلى أقنعة التاريخ التي وردت بها وهي اقنعة الثورة والبطولة والقناع الثوري الشاهد على التاريخ وصاحب القضية والقناع الثوري ليوسف بن تاشفين .
وتطرق الزعبي إلى اقنعة الخيانة والاستسلام التي تناولتها مسرحية القضية وهي اقنعة ملوك الطوائف واقنعة الوزراء والوجهاء والعملاء واقنعة ابي عبدالله الصغير وحاشيته .
وأشار إلى ان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أراد ان تكون نهاية مسرحية القضية مفتوحة على حلم يجب العمل على تحقيقه وهو حلم العودة ولكن هذا الحلم لكي يتحقق لابد من إطالة النظر إلى مشاهد القتل والقمع والفناء التي سبقت هذا الحلم ولذلك جاءت اللوحة الاخيرة في المسرحية لترسم ثنائية البقاء والفناء او الموت والحياة لتختار الامة العربية طريقها ومصيرها .
واختتمت الجلسة بورقة عمل رابعة بعنوان “سلطان القاسمي . . رؤية ثقافية شاملة” قدمها احمد زكريا المترجم والباحث الثقافي قال فيها ان صاحب السمو حاكم الشارقة رجل مبدع استثنائي شكل ولا يزال مدرسة ثقافية عالمية .
واضاف أن بؤرة الثقافة بدأت تتبلور في فكر سموه منذ فترة طويلة فوضع لنفسه ووطنه وامته خطة ثقافية استمرت 30 عاما واشرف على تنفيذها وانجاحها .
وأشار إلى ان سموه اضاف إلى محاور الثقافة العالمية البعدين التربوي والديني مشيرا إلى أننا لو ذهبنا إلى محركات البحث الاجنبية وحتى العربية منها إلى وقت غير بعيد وبحثنا على كلمة ثقافة لوجدنا حقولا منها الرسم والفنون وغير ذلك لكن سموه اضاف من خلال ما كتب وقدم وفكر محوري التربية والدين إلى المكونات الرئيسة للثقافة بمفهومها الشامل . (وام)