الثلاثاء، 10 يناير 2012

قصائد معتوق وأبوبكر تقارب الذات شعرياً


قصائد معتوق وأبوبكر تقارب الذات شعرياً

آخر تحديث:الثلاثاء ,10/01/2012

الشارقة - حسام ميرو:





قدم الشاعران سعيد معتوق وعبد الله أبو بكر مناخين شعريين مختلفين في الأمسية التي أقيمت في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في الشارقة مساء أمس الأول، وأدارها الزميل وائل الجشي، وتابعها عدد من الكتّاب والمهتمين.
قرأ معتوق بعضاً من قصائده التي طغت عليها الروح الوجدانية، وعلى الرغم من التنوع في المواضيع إلا أن تركيز الشاعر على البعد الذاتي يبدو واضحاً في جميع ما قرأه، حيث نجد على سبيل المثال لا الحصر في قصائده الكثير من المفردات التي تدور حول معنى واحد، مثل الذكريات، والألم، والفقد، وهي مفردات تؤكد اقتراب القصيدة من حالة البوح، ومن تلك القصائد الزاخرة بالتعابير الذاتية قصيدة “وصال فتاتي" التي يقول فيها:

"وصالُ فتاتي لا يطيق لنا هجرا


ويعصرني حتى أسيل لكم شعرا
ويمسح أياماً فقيدة عشقها
ويأتي بأيام يبث بها السحرا
يهشم قبو الذكريات وما بهِ
من الألم المضني لمعتنق الذكرى"

وفي السياق ذاته توالت قصائد معتوق، حيث تبقى مواضيع الحب والصداقة والتضحية والهجر هي المسيطرة على مناخات القصيدة مهما كان الشكل الشعري الذي يعبر من خلاله، وتبقى المباشرة هي السائدة على حساب الصورة الشعرية، كما في قصيدة "صداقة خاوية" التي يقول فيها معتوق:
"لم أكن أتعالى على عطش

وإن قلّ مائي
وقيل تبصر وامسك يدك
رميت النصيحة بالازدراء
إلى أن أتاني الجفاف
فصار الذي عاش في نعمتي
كارهاً رؤيتي
كأني لم أكُ في سنوات مضت
مصدر الارتواء".
أما عبد الله أبو بكر فقد ألقى عدداً من القصائد القصيرة، وهي قصائد قائمة على الومضة والمفارقة، كما أن فيها اشتغالاً واضحاً على الذهاب من الذاتي إلى العام، وتبدو النبرة الغنائية واضحة، حيث يبقى لموسيقا القصيدة دور في الكشف عن جمالياتها، ومن القصائد التي قرأها أبوبكر "القصيدة و"تعالي أو لعلّكِ"، و"مشنقة"، و"جنازة" التي يقول فيها:
"عندما سرت في نصف عمري
رأيت الطفولة تبكي عليَّ
رأيت الذي لم يكن يجد لعبة في الحديقة
مدّ اليدين ليجتر قبله
عندما سرت في نصف عمري
بكى الدمع
والطفلُ
ذاك الذي أرهقته البراءة
صار يعد على الرأس شيبه!".



ليست هناك تعليقات: