أوراق تناولت تكوينه العلمي والمعرفي
اتحاد الكتّاب يحتفي بفكر سلطان
آخر تحديث:الأربعاء ,18/01/2012
الشارقة - محمد ولد محمد سالم:
افتتحت في فندق رادسون بلو في الشارقة صباح أمس الندوة التي ينظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات حول فكر وإبداع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بمناسبة عودته من رحلة العلاج سالماً، وقد حضرت افتتاح الندوة الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وحبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد الكتاب وناصر العبودي نائب الرئيس ومحمد ذياب الموسى المستشار في الديوان الأميري، وقدم لحفل الافتتاح الشاعر طلال سالم .
ألقى حبيب الصايغ كلمة الافتتاح ورحب فيها بالحضور وهنأ صاحب السمو حاكم الشارقة على عودته سالما، وقال “لأن كتاب وأدباء الأمة هم ضميرها الحي وعقلها الواعي وقلبها النابض ولأنهم وجه الأمة وواجهتها، ومجمع محاسنها وأحاسيسها، ولسانها المعبر عن أحوالها ومشاعرها فإنهم يحملون أمانة الإحساس بنبضها والاستجابة له وتراهم أبداً في مقدم الركب مسجلين حضوراً دائماً في أفراحها وأتراحها، هكذا العهد فيهم وهكذا العهد منهم، ولئن كان الناس يحسدونهم على ما حباهم الله به من قدرة على التعبير، فإني اليوم أراهم أجدر بالشفقة وأحق بالعطف لأن المناسبة أعظم من قدرتهم على التعبير، ولأن الفرحة بشفاء سلطانهم وعودته أكبر من أن تسجل في كلمات لأن الكلمات هنا مهما تألقت وتأنقت فلن تكون بروعة وطبيعة الفرحة” .
وأضاف الصايغ أن تلك الفرحة بعودة صاحب السمو حاكم الشارقة تساوت فيها النفوس كلها وأبانت عن دفين وعميق الحب الذي يكنه كل واحد منهم لسموه، وأكد الصايغ أنهم في اتحاد الكتاب اختاروا أن يشاركوا الجمهور هذه الفرحة من خلال هذه الندوة التي تعنى بفكر وفن وتفرد نتاج صاحب السمو حاكم الشارقة .
وتمنت الدكتورة فاطمة الصايغ من جامعة الإمارات في كلمتها نيابة عن المشاركين في الندوة لصاحب السمو حاكم الشارقة دوام الصحة، وشكرت اتحاد الكتاب على تنظيم هذه الندوة التي تعبر عن تعلقهم بسموه .
وأكدت ان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يعد أحد رموز الفكر والأدب ليس في دولة الإمارات فحسب بل في العالم العربي، فقد أغنى المكتبة العربية بالعشرات من الكتب التاريخية والأدبية التي تعد بحق إثراء للمكتبة العربية التي تبحث عن كاتب ومؤلف أمين وموضوعي ومتمكن يضع عصارة جهده وقلمه في خدمة قضايا أمته .
وقالت إن مشروع الشارقة الثقافي واكبته صناعة ثقافية ومرافق معمارية شامخة نابعة من قناعة صاحب السمو حاكم لشارقة بدور الثقافة في تطوير المجتمع وإثرائه وفي تطوير الذائقة الفنية والجمالية وتهذيب النفوس وتوسيع المدارك والملكات الفكرية والابداعية، حيث عمل سموه على تنفيذ مشاريع التنمية الثقافية والحفاظ على التراث والتفاعل مع الثقافات الأخرى وتفعيل وسائط الثقافة بين الفئات المختلفة .
بعد الافتتاح انعقدت أولى جلسات الندوة، وكان محورها “منابع التكوين العلمي والمعرفي لصاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي” وأدارتها الكاتبة عائشة سلطان وتحدث فيها محمد ذياب الموسى عن بدايات التكوين الذي حكمه حسب الموسى عوامل الاستعمار الذي كان جاثما على الإمارات وعلى كل الوطن العربي والذي سعى إلى كبت المجتمع وتجهيله، كما حكمه أصداء الثورة المصرية ومواجهتها للاستعمار خصوصا أثناء العدوان الثلاثي وتجاوب الشعب الإماراتي مع نضال المصريين رغم أنف المستعمر، وحكمتها ثالثا المدرسة الأولى وهي مدرسة الكتاتيب التي درس فيها صاحب السمو حاكم الشارقة القرآن ومبادئ اللغة والفقه، ثم المدرسة النظامية التي تعلم فيها، وتأثر بمدرسيها وإخلاصهم للعلم وللأمة، كل تلك العوامل كونت فكر ذلك الشاب وجيله من الإماراتيين الذين سيتحملون مناصب إدارة الدولة في ما بعد، فكان فكره فكراً وطنياً عروبياً إسلامياً مخلصاً بكل عمق لمبادئه مدافعاً مستميتاً عن قضايا أمته .
د . فاطمة الصايغ تحدثت عن البعد التاريخي في فكر صاحب السمو حاكم الشارقة متتبعة أسلوبه في الدراسة التاريخية وفي الانتباه إلى عثرات المؤرخين الغربيين، وقدرته على الصياغة النظرية المتماسكة، وقدمت على ذلك أمثلة من كتبه “أسطورة القرصنة في الخليج” و”بيان المؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد” .
كما تحدث الدكتور يحيى محمد محمود عن تأثيرات الأجواء الثقافية المصرية في الستينات في فكر سموه أثناء دراسته فيها في هذه الفترة، حيث كانت الستينات عصر العمالقة من المبدعين والمفكرين الموسوعيين، وكان يكفي الإنسان أن يتابع الجريدة أو الإذاعة ليصبح مثقفاً، فعاش سموه تلك الأجواء ما أكسبه ثقافة موسوعية أدبية وتاريخية وفكرية رغم تخصصه العلمي في هندسة الزراعة .
وفي السياق نفسه تحدث د . يسري زكي عن “الاستدامة . . والتكوين المعرفي للشيخ سلطان القاسمي”، فوصف فكره بأنه فكر شامل وأن مشاريعه الثقافية هي مشاريع دائمة، لا تتعلق بمناسبة عابرة لأنها عمل للأمة وللأجيال القادمة .
وتحدث على هامش الجلسة الشاعر شوقي عبد الأمير مستشار اليونيسكو عن علاقة صاحب السمو حاكم الشارقة بهذه المنظمة الدولية، وارتباط اسمه بأهم جائزة من جوائزها هي جائزة اليونيسكو للإبداع العربي التي يرعاها سموه، وقد كرمت اليونيسكو سموه اعترافاً منها بما أسداه للثقافة العربية والإسلامية والعالمية من دعم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق