أوراق بحثية وقراءات إبداعية
التجريب وآفاق القصة الجديدة في ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي آخر تحديث:الخميس ,08/12/2011
تواصلت صباح أمس في فندق إريانا في الشارقة فعاليات الدورة الثانية لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي الذي ينظمه اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بعقد ثلاث جلسات استكملت الأولى المحور الأول للملتقى “الفن وتحولاته” بمشاركة الباحث عبدالله السالم “قطر” وقدم ورقة بعنوان (التجريب في تقنيات القص، الحدث الميت والحدث الهامشي) والكاتب فاضل ثامر “العراق” بورقة بعنوان “اللعبة الميتاسردية بوصفها تجريباً” وأدار الجلسة الكاتب والمسرحي عبدالإله عبدالقادر .
الجلسة الثانية تخللتها قراءات قصصية بمشاركة محسن الهاجري “قطر” وابتسام يحيى “اليمن” ويحيى المنذري “سلطنة عمان” وأدارتها الشاعرة جميلة الرويحي، كما عقدت الجلسة الأولى من محور “المجتمع وتحولاته” بمشاركة منى السليمي “عمان” بعنوان “القصة النسوية القصيرة في سلطنة عمان” وعبدالله خليفة “البحرين” وقدم ورقة “من تحولات القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية” وشيمة الشمري “السعودية” الشهادة عن تجربتها الإبداعية وأدارها القاص الإماراتي إبراهيم مبارك
تناولت ورقة عبدالله السالم مفهوم التجريب ودواعيه كمقدمة للدخول إلى مفهوم الحدث باعتباره من عناصر السرد وليس من تقنياته كمقدمة أولى، وبالتالي فإن مقدار الاهتمام بالحدث في العمل السردي قوة وضعفا يمكن أن يعد من التقنيات التي تتقبل الأخذ والرد .
بدوره، تناول فاضل ثامر تجارب قصصية عراقية اقترنت بالتجريب منذ النصف الثاني من القرن العشرين، كما أوضح مفهوم اللعبة الميتاسردية التي تقوم على فكرة قصدية الكتابة السردية، حيث يوظف السارد ضمير المتكلم ليعلن صراحة عن نيته كتابة نص سردي .
في جلسة القراءات القصصية قرأ محسن الهاجري قصة “أمام القضبان”، وقرأ يحيى المنذري قصة “أين الذبابة” من مجموعته “بيت وحيد في الصحراء”، كما قرأت ابتسام يحي مجموعة من القصص القصيرة جداً منها “كتكوت” و”البالونة الغبية” و”أبناء محمد والبقال” وغيرها .
وعاينت ورقة منى السليمي عدداً من المجموعات القصصية لكاتبات عمانيات، وركزت ورقتها على عدة أسئلة ضمن محورين رئيسيين، الأول يتعلق بمحاولة الاقتراب من ماهية الهموم التي شغلت القاصة العمانية فجعلت منها مادة للقص، والثاني معاينة السمات التي وسمت إبداع القاصة العمانية في محاولة للبحث عن بصمة خاصة بها .
أما شهادة شيمة الشمري فاستعرضت تجربة البدايات دخولها في ما بعد إلى كتابة القصة القصيرة والمقالة والخاطرة وقصيدة النثر كما تحدثت عن طقوسها في الكتابة وإصداراتها الأدبية بما في ذلك الدراسات النقدية التي تناولت تجربتها الإبداعية .
بدوره، عرض عبدالله خليفة في بحث مستفيض بعض الخطوط العريضة لتطور توجهات القصة القصيرة في السعودية عبر مراحل تطور المجتمع من التقليدية إلى التحديث في مستويات عدة منها هيمنة الرومانتيكية، وظهور الفردية القوية في الشخوص مروراً بالانطباعات العفوية لدى الكتاب ومقاربة هذه الانطباعات لرؤية واقعية تصويرية .
وكانت فعاليات الملتقى قد تواصلت مساء أمس الأول في مؤسسة سلطان العويس الثقافية بجلسة ضمن محور “الفن وتحولاته”، شارك فيها فهد الهندال ومحمد حسن الحربي ومحمد الحرز، وأدارها د . عمر عبدالعزيز .
ورقة الهندال “الكويت” جاءت بعنوان “السرد القصصي في الألفية الثالثة: الشخصية الهامشية في المجتمع”، ورأى فيها أن الفن القصصي، من أثرى الفنون الأدبية، لما تضمنه من أعمال استطاعت أن تحجز حضوراً متميزاً وواعياً لأصحابها في المناخ الأدبي العالمي، وسط تفاوت محاصيل الكتابة ومواسم النضج الفني بينها، فبقدر ما تحتل الرواية اهتمام الكتاب والمتلقين والناشرين على مستويات مختلفة، فإن القصة لا تزال الأكثر تماسكاً فنياً ورهبة إبداعية، ثم عرج على المشهد القصصي في الكويت، ورأى أنه يعتبر الحلقة الأقوى على مستوى النتاج الإبداعي .
ورقة محمد حسن الحربي جاءت بعنوان: “حرية الكتابة”، ورأى فيها أن الأدب سرداً وشعراً في الإمارات منذ سبعينات القرن الماضي حتى الآن، بقدرما تباين أسلوباً وشكلاً وتقنية فنية مع الأدب العالمي، فإنه تقاطع معه في نقطتين يكاد الجدال حولهما يكون معدوماً، النقطة الأولى القيم الإنسانية العامة، والثانية نسبة المعرفي، فليس هناك من قصة أو رواية أو نص شعري، إلا وتضمن قيمة ما أو نسبة من معرفة، يسعى العمل إلى إيصالها إلى القارىء، وإشاعتها بين أفراد المجتمع .
ورصد محمد الحرز من خلال ورقته: “السرد القصصي بين شعرية التجريب وبناء الواقع المتخيل - المشهد السعودي نموذجاً”، الاشتباك الشعري بالسرد القصصي، ومغزى هذا الاشتباك ودلالته، بلاغياً، وجمالياً، ونفسياً، وثقافياً، وهو ما يفضي-بحسب الورقة- إلى إعادة بناء الواقع داخل السرد القصصي، بما يترافق ومفهوم التجريب الذي يتصوره سارد التجربة الإبداعية ذاتها . وهي إذ ترصد هذه الظاهرة لا تغفل عن أن الواقع المتخيل هو جزء لايتجزأ من نظرة المبدع إلى اللغة أولاً، ومن ثم إلى الكتابة ثانياً، وذلك في إطار اجتماعي وثقافي عام، هذه النظرة تتيح الانتقال في التحليل والرصد من السياق الذاتي للمبدع، على مستوى التجربة الشخصية، إلى السياق الموضوعي .
كما قرأ كل من محمد البشير “السعودية” ومريم الساعدي “الإمارات” ومنى الشافعي “الكويت” في جلسة تالية مجموعة من نصوصهم، وقدمت لها فاطمة الهديدي “الإمارات” .
التجريب وآفاق القصة الجديدة في ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي آخر تحديث:الخميس ,08/12/2011
تواصلت صباح أمس في فندق إريانا في الشارقة فعاليات الدورة الثانية لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي الذي ينظمه اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بعقد ثلاث جلسات استكملت الأولى المحور الأول للملتقى “الفن وتحولاته” بمشاركة الباحث عبدالله السالم “قطر” وقدم ورقة بعنوان (التجريب في تقنيات القص، الحدث الميت والحدث الهامشي) والكاتب فاضل ثامر “العراق” بورقة بعنوان “اللعبة الميتاسردية بوصفها تجريباً” وأدار الجلسة الكاتب والمسرحي عبدالإله عبدالقادر .
الجلسة الثانية تخللتها قراءات قصصية بمشاركة محسن الهاجري “قطر” وابتسام يحيى “اليمن” ويحيى المنذري “سلطنة عمان” وأدارتها الشاعرة جميلة الرويحي، كما عقدت الجلسة الأولى من محور “المجتمع وتحولاته” بمشاركة منى السليمي “عمان” بعنوان “القصة النسوية القصيرة في سلطنة عمان” وعبدالله خليفة “البحرين” وقدم ورقة “من تحولات القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية” وشيمة الشمري “السعودية” الشهادة عن تجربتها الإبداعية وأدارها القاص الإماراتي إبراهيم مبارك
تناولت ورقة عبدالله السالم مفهوم التجريب ودواعيه كمقدمة للدخول إلى مفهوم الحدث باعتباره من عناصر السرد وليس من تقنياته كمقدمة أولى، وبالتالي فإن مقدار الاهتمام بالحدث في العمل السردي قوة وضعفا يمكن أن يعد من التقنيات التي تتقبل الأخذ والرد .
بدوره، تناول فاضل ثامر تجارب قصصية عراقية اقترنت بالتجريب منذ النصف الثاني من القرن العشرين، كما أوضح مفهوم اللعبة الميتاسردية التي تقوم على فكرة قصدية الكتابة السردية، حيث يوظف السارد ضمير المتكلم ليعلن صراحة عن نيته كتابة نص سردي .
في جلسة القراءات القصصية قرأ محسن الهاجري قصة “أمام القضبان”، وقرأ يحيى المنذري قصة “أين الذبابة” من مجموعته “بيت وحيد في الصحراء”، كما قرأت ابتسام يحي مجموعة من القصص القصيرة جداً منها “كتكوت” و”البالونة الغبية” و”أبناء محمد والبقال” وغيرها .
وعاينت ورقة منى السليمي عدداً من المجموعات القصصية لكاتبات عمانيات، وركزت ورقتها على عدة أسئلة ضمن محورين رئيسيين، الأول يتعلق بمحاولة الاقتراب من ماهية الهموم التي شغلت القاصة العمانية فجعلت منها مادة للقص، والثاني معاينة السمات التي وسمت إبداع القاصة العمانية في محاولة للبحث عن بصمة خاصة بها .
أما شهادة شيمة الشمري فاستعرضت تجربة البدايات دخولها في ما بعد إلى كتابة القصة القصيرة والمقالة والخاطرة وقصيدة النثر كما تحدثت عن طقوسها في الكتابة وإصداراتها الأدبية بما في ذلك الدراسات النقدية التي تناولت تجربتها الإبداعية .
بدوره، عرض عبدالله خليفة في بحث مستفيض بعض الخطوط العريضة لتطور توجهات القصة القصيرة في السعودية عبر مراحل تطور المجتمع من التقليدية إلى التحديث في مستويات عدة منها هيمنة الرومانتيكية، وظهور الفردية القوية في الشخوص مروراً بالانطباعات العفوية لدى الكتاب ومقاربة هذه الانطباعات لرؤية واقعية تصويرية .
وكانت فعاليات الملتقى قد تواصلت مساء أمس الأول في مؤسسة سلطان العويس الثقافية بجلسة ضمن محور “الفن وتحولاته”، شارك فيها فهد الهندال ومحمد حسن الحربي ومحمد الحرز، وأدارها د . عمر عبدالعزيز .
ورقة الهندال “الكويت” جاءت بعنوان “السرد القصصي في الألفية الثالثة: الشخصية الهامشية في المجتمع”، ورأى فيها أن الفن القصصي، من أثرى الفنون الأدبية، لما تضمنه من أعمال استطاعت أن تحجز حضوراً متميزاً وواعياً لأصحابها في المناخ الأدبي العالمي، وسط تفاوت محاصيل الكتابة ومواسم النضج الفني بينها، فبقدر ما تحتل الرواية اهتمام الكتاب والمتلقين والناشرين على مستويات مختلفة، فإن القصة لا تزال الأكثر تماسكاً فنياً ورهبة إبداعية، ثم عرج على المشهد القصصي في الكويت، ورأى أنه يعتبر الحلقة الأقوى على مستوى النتاج الإبداعي .
ورقة محمد حسن الحربي جاءت بعنوان: “حرية الكتابة”، ورأى فيها أن الأدب سرداً وشعراً في الإمارات منذ سبعينات القرن الماضي حتى الآن، بقدرما تباين أسلوباً وشكلاً وتقنية فنية مع الأدب العالمي، فإنه تقاطع معه في نقطتين يكاد الجدال حولهما يكون معدوماً، النقطة الأولى القيم الإنسانية العامة، والثانية نسبة المعرفي، فليس هناك من قصة أو رواية أو نص شعري، إلا وتضمن قيمة ما أو نسبة من معرفة، يسعى العمل إلى إيصالها إلى القارىء، وإشاعتها بين أفراد المجتمع .
ورصد محمد الحرز من خلال ورقته: “السرد القصصي بين شعرية التجريب وبناء الواقع المتخيل - المشهد السعودي نموذجاً”، الاشتباك الشعري بالسرد القصصي، ومغزى هذا الاشتباك ودلالته، بلاغياً، وجمالياً، ونفسياً، وثقافياً، وهو ما يفضي-بحسب الورقة- إلى إعادة بناء الواقع داخل السرد القصصي، بما يترافق ومفهوم التجريب الذي يتصوره سارد التجربة الإبداعية ذاتها . وهي إذ ترصد هذه الظاهرة لا تغفل عن أن الواقع المتخيل هو جزء لايتجزأ من نظرة المبدع إلى اللغة أولاً، ومن ثم إلى الكتابة ثانياً، وذلك في إطار اجتماعي وثقافي عام، هذه النظرة تتيح الانتقال في التحليل والرصد من السياق الذاتي للمبدع، على مستوى التجربة الشخصية، إلى السياق الموضوعي .
كما قرأ كل من محمد البشير “السعودية” ومريم الساعدي “الإمارات” ومنى الشافعي “الكويت” في جلسة تالية مجموعة من نصوصهم، وقدمت لها فاطمة الهديدي “الإمارات” .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق