الشعرية تبحث عن نفسها في أمسية لمحمد المزروعي في نادي الشعر
من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في 09 يناير، 2011، الساعة 10:10 مساءً
الشعرية تبحث عن نفسها في أمسية لمحمد المزروعي في نادي الشعر
ـ إسلام أبو شكير
استضاف نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره في الشارقة الأحد 9/1/2011 الشاعر الإماراتي محمد المزروعي في أمسية أدارها وقدّم لها الإعلامي وائل الجشي الذي عرّف بالشاعر، وعرض لجوانب في سيرته الذاتية، لا سيما ما يتصل منها بتعليمه الذي اكتفى منه بالسنوات الثلاث الأولى من المرحلة الجامعية، لينصرف بعدها إلى عملية التثقيف الذاتي، والبحث عن الهوية من خلال التقلب بين حقول إبداعية مختلفة كالمسرح، والتصوير الفوتوغرافي، والفن التشكيلي، إلى أن استقر في النهاية على الشعر وما يجاوره من فنون كالقصة والنقد.
وعدد الجشي بعضاً من مؤلفات المزروعي، ومنها في الشعر (في معنى مراقبة النار، اللاموس، ريحة دم، لكنك أنت يا آدم، أرق النموذج، بلا سبب لأننا فقراء..) وفي القصة القصيرة (من سيعتني بالذباب)، إضافة إلى مختارات من كتاب الموتى الفرعوني لم تنشر بعد.
بدوره قرأ المزروعي نماذج من قصائده كان المترجم المصري أحمد يماني قد اختارها لتترجم إلى اللغة الإسبانية، وستنشر قريباً في كتاب بعنوان (الطمأنينة عارية بلا سرير)، بمراجعة المستعربة الإسبانية (ميلاجروس نوين).
وبدت تجربة المزروعي من خلال هذه المختارات لافتة للنظر من حيث لغتها وأجواؤها وطبيعة الفكر أو الموقف الذي يغذيها. فهي تجربة يتعمد صاحبها تحدي القارئ، عبر الزج به في أجواء ذهنية لا تخلو من التعقيد. ومن الواضح أنه مسكون بتساؤلات وجودية كبرى لها صلة بالحياة والموت والذات والحرية والجمال. لكن المفارقة تكمن في سعيه أحياناً إلى التعبير عن كل ذلك بمفردات وتراكيب لغوية مفرطة في بساطتها، بل قد يستعير بعض المفردات الأجنبية، أو ربما ذهب إلى أبعد من هذا فخالف قاعدة نحوية ما. يؤكد ذلك أن شعرية النص الذي يكتبه المزروعي لا تكمن في اللغة، بل فيما وراءها. يقول من نص له بعنوان (أعمل في مصنع للأثاث):
وفي ختام الأمسية قدمت الشاعرة الإماراتية جميلة الرويحي رئيس اللجنة الثقافية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات شهادة تقدير للشاعر الضيف باسم الاتحاد.
ـ إسلام أبو شكير
استضاف نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره في الشارقة الأحد 9/1/2011 الشاعر الإماراتي محمد المزروعي في أمسية أدارها وقدّم لها الإعلامي وائل الجشي الذي عرّف بالشاعر، وعرض لجوانب في سيرته الذاتية، لا سيما ما يتصل منها بتعليمه الذي اكتفى منه بالسنوات الثلاث الأولى من المرحلة الجامعية، لينصرف بعدها إلى عملية التثقيف الذاتي، والبحث عن الهوية من خلال التقلب بين حقول إبداعية مختلفة كالمسرح، والتصوير الفوتوغرافي، والفن التشكيلي، إلى أن استقر في النهاية على الشعر وما يجاوره من فنون كالقصة والنقد.
وعدد الجشي بعضاً من مؤلفات المزروعي، ومنها في الشعر (في معنى مراقبة النار، اللاموس، ريحة دم، لكنك أنت يا آدم، أرق النموذج، بلا سبب لأننا فقراء..) وفي القصة القصيرة (من سيعتني بالذباب)، إضافة إلى مختارات من كتاب الموتى الفرعوني لم تنشر بعد.
بدوره قرأ المزروعي نماذج من قصائده كان المترجم المصري أحمد يماني قد اختارها لتترجم إلى اللغة الإسبانية، وستنشر قريباً في كتاب بعنوان (الطمأنينة عارية بلا سرير)، بمراجعة المستعربة الإسبانية (ميلاجروس نوين).
وبدت تجربة المزروعي من خلال هذه المختارات لافتة للنظر من حيث لغتها وأجواؤها وطبيعة الفكر أو الموقف الذي يغذيها. فهي تجربة يتعمد صاحبها تحدي القارئ، عبر الزج به في أجواء ذهنية لا تخلو من التعقيد. ومن الواضح أنه مسكون بتساؤلات وجودية كبرى لها صلة بالحياة والموت والذات والحرية والجمال. لكن المفارقة تكمن في سعيه أحياناً إلى التعبير عن كل ذلك بمفردات وتراكيب لغوية مفرطة في بساطتها، بل قد يستعير بعض المفردات الأجنبية، أو ربما ذهب إلى أبعد من هذا فخالف قاعدة نحوية ما. يؤكد ذلك أن شعرية النص الذي يكتبه المزروعي لا تكمن في اللغة، بل فيما وراءها. يقول من نص له بعنوان (أعمل في مصنع للأثاث):
أعمل في مصنع للأثاثوقد يكون الإغراق في العوالم المجردة سبباً محتملاً للإحساس الذي قد ينتاب المتلقي بانغلاق النص لدى المزروعي، واستعصائه على الفهم، وارتباكه في بعض الأحيان، إلى الحد الذي يدعو إلى التساؤل: هل الدلالة التي وصلت المتلقي في النص هي بالضبط ما أراد الشاعر أن يقوله، أم أنها من إنتاج المتلقي نفسه وهو يكد ذهنه في عملية تأويل شاقة مضنية؟.
وفي نهاية الأسبوع أنام ميتاً
إلى أن أستيقظ للعمل مجدداً
أمضيت تسع عشرة سنة
مرمياً على صناعة أشكال جديدة كلية للفورنيتشار
وكنت كلما ذهبت إلى المصور
أضع في فمي بالونة
هل كنت صديقاً جيداً لنفسي؟
هل كنت أخاً مقبولاً؟
أباً غير متوقع؟
الثياب على السرير معي
تنام أيضاً
لم أكن أتخيل أنني ضد مبادئي
إنما دائماً لا أحد له سلطة علي.
وفي ختام الأمسية قدمت الشاعرة الإماراتية جميلة الرويحي رئيس اللجنة الثقافية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات شهادة تقدير للشاعر الضيف باسم الاتحاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق