الخميس، 23 ديسمبر 2010

في الأجواء يسود أمسية نادي الشعر
من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات‏ في 28 يونيو، 2010‏، الساعة 01:21 صباحاً‏‏
تنوع في الأجواء يسود أمسية نادي الشعر



اختتم نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أنشطته لهذا الموسم بأمسية نظمها مساء الأحد 27/6/2010 في مقر الاتحاد في الشارقة، واستضاف فيها الشعراء إبراهيم اليوسف وفدوى كيلاني من سورية، وحسن أبو دية من فلسطين.

وقد قرأ إبراهيم اليوسف عدداً من النصوص تميزت في مجملها بنزوعها نحو التكثيف الشديد، فاللغة في نص اليوسف بدت حاملة لدلالات يصعب الإمساك بها، أو تأطيرها، فهي متمردة على الدوام، ولا تقبل الخضوع للتأويلات التقليدية. لقد كان اليوسف مشغولاً ببناء لغته الخاصة التي لا تشبه إلا نفسها، وذلك من خلال المفردة المتجاوزة لدلالتها المعجمية، والتركيب المشع الذي يحيل إلى أكثر من معنى، والصورة المرسومة على نحو يجعلها حمالة أوجه. واليوسف نفسه عالج هذا الأمر في أحد النصوص التي قرأها وكان بعنوان (الدريئة)، وفيه يتناول علاقته بالكتابة، وهي علاقة تبدو مأزومة إلى حد كبير، فرغم كل ما يحاوله لترويض القصيدة، وتحميلها ما يريد، فإنها تتأبى عليه، وتظل الحالة خارج كل إمكانية للتعبير. يقول:

ذهبٌ في الكلام

خطاي حريقْ

ليس لي ساحلٌ

يحتفي بالمراكب

كيلا أباغتها

بأوارٍ تبعثره راحتايْ

ليس لي كوكبٌ

كي أخبّئه في قميصي

ألوذ به ليهدهدني

كلما غزّ مهماز أنثى القصيدة في

خافقي



أ.ابراهيم اليوسف





أما فدوى الكيلاني فقدمت تجربة مختلفة، حيث بدت مستغرقة في الحياة، تبحث في وقائعها اليومية وتفاصيلها الصغيرة عما يثير الدهشة، ويشعل نار القصيدة. إنها القصيدة العفوية التي لا تدعي، ولا تبالغ، ولا تصرخ، ولا تسعى إلى مزاحمة شيء. هي تقول ما تشعر به، وتراه، دون أن تقيد نفسها بحسابات أخرى أكثر من الصدق والبساطة.. تقول في قصيدتها (حالات):

حين تكون قربي

كل الأشياء

يكون لها معنى

القهوة

والورد

وضوء الشمعة

الكلام

وأنا أيضاً



أ.فدوى كيلاني





ثم جاء نص (ثلاثية العذاب) لحسن أبو دية ليعمق جو التنوع الذي ميز الأمسية، فهو نص مفتوح تداخل فيه الشعري بالسردي، والذاتي بالموضوعي، والبسيط المباشر بالمركب الموحي.. وقد قسم أبو دية نصه إلى ثلاثة أقسام: في المقهى، والغربة، والحب. ورغم أنه أهداه إلى زوجته، إلا أن الحالة تعددت أبعادها، وتنوعت مناخاتها، فلم يعد النص مجرد تعبير عن إحساس خاص نحو امرأة تربط بين الشاعر وبينها عاطفة ما، بل أصبح منطلقاً للخوض في قضايا أخرى كالوطن والغربة والموت والحرية والجمال.. يقول أبو دية في نصه:

تتوقف لتلتقط نفسك المبعثرة، تطلب فنجاني قهوة، تدهش النادلة وتسأل بالتفاتة عفوية للكرسي الفارغة أمامي: لمن الفنجان الآخر؟، فأجيب بذات اللغة: إنه لطيف ملائكي يسكن أعماقي..



أ.حسن أبو دية





وفي ختام الأمسية شكر الدكتور إبراهيم الوحش منسق نادي الشعر ضيوف الأمسية، ونوه إلى أن النادي سيعقد جلسة خاصة الأسبوع المقبل لتكون جلسة مراجعة وتقويم لأداء النادي خلال المرحلة الفائتة.

ليست هناك تعليقات: